الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
أن يكون أمس مضافا إلى ياء المتكلم التي قصرت حركتها في النطق واكتفي بالكسرة، فيقال في نحو: أمس الدابر لا يعود، وذهب أمس بما فيه؛ الأصل أمسي الدابر لا يعود، وذهب أمسي بما فيه. ولهذا نظائر (1) منها قولهم في الذي: الذ، وفي التي: الت، وفي ياقومي: ياقوم، ويعبر النحويون عن تقصير الحركة الطويلة في نحو ما تقدم بالحذف " وهذا يمكن تعليله على أن من قال بهذا القول نظر إلى الحروف المكتوبة أو إلى الكتابة، لأن من عادة العرب التسامح في اللفظ، أما في النطق فإن الياء في هذه الحالة هي المد، والمد لم يحذف، إنما قصر فأصبح حركة قصيرة، وكان قبل القصر حركة طويلة" (2).فإذا أضيف أمس إلى غير ياء المتكلم تبين فيه الإعراب، فتقول: أمسنا الذاهب لايعود، والإضافة لا تمنع البناء لو كان مبنيا، ولكنه لما كان مضافا إلى ياء المتكلم التي يتعذر معها ظهور حركة الإعراب، ولزمت الكسرة لمناسبة الياء، وقصرت مدة الياء، قيل ببناء أمس على الكسر.أما ما ذكر عن بعض بني تميم من استعمال أمس غير منصرف في الرفع وغيره واستشهدوا له بقول الراجز (3):
فقد نازع في إثبات ذلك أبو على الشلوبيني، وغلط حكاية هذا الوجه من الاستعمال عنهم (4)، وعلى فرض التسليم بثبوت ذلك وفقا للشاهد المذكور اختلف النحويون في توجيهه على قولين:- - - - - - - - - -(1) ينظر: الحذف والتعويض في اللهجات العربية: 198- 203.(2) المرجع السابق: 200- 201.(3) الرجز بلا نسبة في: كتاب سيبويه: 3 /285، والنوادر في اللغة: 57، والجمل: 299، والمسائل العضديات: 246، والإفصاح: 237، وأمالي ابن الشجري: 2 /596، وأسرار العربية: 52، وشرح المفصل: 4 /106 وشرح شذور الذهب: 99، وخزانة الأدب: 7 /153، والدرر: 3 /108.(4) ينظر: ارتشاف الضرب: 2 /249. النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 313- مجلد رقم: 1
|